خواطر رمضانية ١٥
عن الدقة في إختيار اللفظ القرآنى!
حاجة كدة تاخد العقل… خلينا نشوف شوية أمثلة :
1- ربنا لما بييجي يتكلم عن الهدى و صفات المتقين دايماً ما يستخدم “على”، و لما بيتكلم عن الضلال و المجرمين بيستخدم “في”، و كأن ربنا بيقولنا إن أهل الهدى لهم مكانة سامية و مرتفعة بينما الكفار في مكانة متدنية… خلونا نشوف كام آية.
(أُو۟لَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدًۭى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ)، (لِّكُلِّ أُمَّةٍۢ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ ۖ فَلَا يُنَٰزِعُنَّكَ فِى ٱلْأَمْرِ ۚ وَٱدْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ ۖ إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًۭى مُّسْتَقِيمٍۢ)، و في المقابل قال تعالى (وَإِذْ قَالَ إِبْرَٰهِيمُ لِأَبِيهِ ءَازَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا ءَالِهَةً ۖ إِنِّىٓ أَرَىٰكَ وَقَوْمَكَ فِى ضَلَٰلٍۢ مُّبِينٍۢ)، ( أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا ۖ لَٰكِنِ ٱلظَّٰلِمُونَ ٱلْيَوْمَ فِى ضَلَٰلٍۢ مُّبِينٍۢ) ، و في سورة سبأ لما جمع بين الهدى والضلال قال تعالى (قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۖ قُلِ ٱللَّهُ ۖ وَإِنَّآ أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِى ضَلَٰلٍۢ مُّبِينٍۢ)
2- في سورة الكهف ربنا ذكر قصة سيدنا موسى مع الخضر لما رفض أهل القرية ضيافتهم و اتكلم عن الكنز الخاص بالغلامين فقال تعالى (وَأَمَّا ٱلْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَٰمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِى ٱلْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُۥ كَنزٌۭ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَٰلِحًۭا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةًۭ مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُۥ عَنْ أَمْرِى ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًۭا)، فلما ربنا ذكر الكنز و الغلامين لسة في سن صغير وبالتالي نظرياً مش بتاعهم لسة قال (كنز لهما)، و بعدين قال لما يكبروا ويكون خلاص بتاعهم، قام قايل (كنزهما)… دقة مش طبيعية في اللفظ القرآني
3- ربنا لما يحب يستدرج أحد قبل إنزال العذاب بيديله من كل حاجة عشان يعميه تماماً، قال تعالى (فَلَمَّا نَسُوا۟ مَا ذُكِّرُوا۟ بِهِۦ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَٰبَ كُلِّ شَىْءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُوا۟ بِمَآ أُوتُوٓا۟ أَخَذْنَٰهُم بَغْتَةًۭ فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ)، فسبحان من قال (فتحنا عليهم) و لم يقل (فتحنا لهم) لبيان العقوبة الواقعة بهم
4- حاجة كدة من “لطائف القرآن”….. اللغة العربية عادةً بيكون أصل الكلمة من تلات حروف، و ساعات بقى بيكون ممكن تكون الكلمة وعكسها من نفس الحروف، فمثلاً (ر- ب- ك)، ممكن تدينا (ربك) و (كبر) ،و مثال تاني( ش – ك – ر)، فممكن تدينا شكر و شرك واللذيذ بقى إن في آيتين في سورة الأنعام ورا بعض ذكروا الشاكرين و تشركون، فقال تعالى (قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَٰتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ تَدْعُونَهُۥ تَضَرُّعًۭا وَخُفْيَةًۭ لَّئِنْ أَنجَىٰنَا مِنْ هَٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّٰكِرِينَ) (قُلِ ٱللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍۢ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ)
اللهم انفعنا بالقرآن!