خواطر رمضانية ١٩

وقفات مع سورة طه…

من السور الجميلة جداً… و خاصةً إن قصة سيدنا موسى عليه السلام فيها تفصيل مش موجود في سور تانية  و بالذات في أول لقاء ليه و تكليم الله سبحانه و تعالى له… تعالوا نشوف مع بعض شوية فوائد من القصة:

1- (مَآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْءَانَ لِتَشْقَىٰٓ)… خليك على يقين دايماً إن سعادتك وسعادتي في القرآن اللي بين أيدينا ده،  وإنه لا يمكن يكون أبداً مصدر شقاء لينا… ترجمة الكلام ده في حياتنا إن احنا نتعرف على ربنا وعلى أحكامه وتعاليمه ونطبقها واحنا متأكدين إن فيها الخير لينا حتى لو مش شايفينه… اسألوني أنا 😌

2- ( وَأَنَا ٱخْتَرْتُكَ فَٱسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰٓ)… يا الله!!! تفتكروا شعور سيدنا موسى إيه؟ واحد ماشي في الصحراء بليل مسافر مع عيلته وفجأة يلاقي نار فوق جبل، فيسببهوم ويطلع جبل في دنيا كحل! ده في ناس مننا ممكن يكونوا بيخافوا يناموا في الضلمة 😬 المهم يطلع ويلاقي ربنا يكلمه ويقوله (وأنا اخترتك) … إيه الجمال ده؟ يا ترى سيدنا موسى حس إيه ساعتها؟! وازاي فضل حياته كلها وهو عارف محبة ربنا لي من غير ما الشعور ده يخليه يفرح أو يشوف نفسه ويتكبر على الخلق! في نفس الوقت اللي فيه العبارة دي جميلة، إلا انها بتيجي مع مسؤولية ضخمة جداً… (فاستمع لما يوحى) … يبقى لازم الواحد فينا يعرف إن محبة ربنا لابد ييجي معاها تنفيذ أوامره!

3- (قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ ۖ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا ٱلْأُولَىٰ) … لما العصاية إتحولت لحية وسيدنا موسى خاف ربنا قاله (قال خذها ولا تخف)،  مع إن الواحد لو فكر بعقله كان المفترض ربنا يطمنا الأول وبعدين يقول خذها! و كأن ربنا بيعلمه ويعلمنا طبعاً إن مادام ربنا أمر بحاجة، يبقى الموضوع منتهي والخير فيه حتى لو الظاهر قدام عنينا غير كدة!

4- (ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ)… يا الله! بعد ما سيدنا موسى قاعد مستمتع باجمل حوار لي في حياته، ربنا يطلب منه يروح لأكفر خلق الأرض! وهي الحياة كلها كدة مليانة حاجات حلوة وحاجات تانية صعبة كريهة للنفس! تخيلوا معايا واحد بعد ما ربنا كلمه على طول يروح لفرعون!

5- (إِذْ تَمْشِىٓ أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَن يَكْفُلُهُۥ ۖ فَرَجَعْنَٰكَ إِلَىٰٓ أُمِّكَ كَىْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ ۚ وَقَتَلْتَ نَفْسًۭا فَنَجَّيْنَٰكَ مِنَ ٱلْغَمِّ وَفَتَنَّٰكَ فُتُونًۭا ۚ فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِىٓ أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَىٰ قَدَرٍۢ يَٰمُوسَىٰ)… الشاهد هنا (ثم جئت على قدر يا موسى)، كل حاجة في حياتي وحياتك محسوبة بالثانية! لا ده بالفيمتو ثانية كمان 😊 راجع شريط حياتك كدة وهتلاقي ازاي مواقف كثيرة مختلفة أخذتك لمواقف تانية وعرفتك بناس جديدة غيرتلك مجرى حياتك! متقلقوش ربنا عنده خطته لكل واحد فينا، المهم بس نثق فيه ونقبل ونسلم لقدره.

6- (قَالَا رَبَّنَآ إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَآ أَوْ أَن يَطْغَىٰ) … مش عيب انك تخاف! ده سيدنا موسى اللي كلم ربنا سبحانه و تعالى وكمان معاه أخوه سيدنا هارون متكسفوش يقولوا كده لربنا! إنت كمان وانتي كمان متتكسفوش تفضفضوا لربنا باللي انتو خايفين منه… اللي فينا خايف على رزقه، واللي قلقان على ولاده، واللي خايفة على جوزها تيجي واحدة تانية تلطشه منها 😄 المهم متخليش في قلبك مخاوف غير لما تقوله له بينك و بينه! وبعد ما تقولها خد بقى الآية اللي حطمنا كلنا 😊

7- (قَالَ لَا تَخَافَآ ۖ إِنَّنِى مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَىٰ).. والمعية دي مش حكر على حد، ابسلوتلي نو 😊 شوفوا كدة في القرآن إن الله مع المؤمنين، المتقين، الصابرين، المحسنين! هييجي حد لذيذ ويقولي بس أنا مش من الناس الجامدة دي… حقوله ولا أنا 🙂 بس الواحد على الأقل يحطها في دماغه ويسعى ويجتهد وإن شاء الله كلنا ننال معية ويتولد عندنا بالتالي شعور بالحب والطمأنينة!

اعوذ بك ربي ان اذكر بك وأنساك!!

© 2024 · تامر الجندي · بدعم من سوفتوركس