خواطر رمضانية ٢
إيه حكاية سورة البقرة؟
ساعات كتيرة لما كنت بقرأ القرآن وبالذات السور الكبيرة كنت بتجنن لأني بحس إن في موضوعات ومش عارف اربط بين القصص الكثيرة في السورة الواحدة لحد ما بقيت أقرا و أسمع تفسير في القرآن أكتر فابتدت الصورة تبان ليا أكتر.
خلوني انهاردة أحكيلكم حاجة كنت سمعتها من نعمان علي خان عن سورة البقرة…
بعد لما ربنا اتكلم على تلات أنواع من الناس: المتقين، الكفار، والمنافقين تيجي قصة سيدنا آدم عليه السلام وإبليس، والقصة فيها تفاصيل كتيرة لكن لعل من أهمها أنها عرضت قصة آدم لما أخطأ وازاي أدرك غلطه وربنا تاب عليه وقصة إبليس اللي استكبر وإتهم ربنا إن هو اللي أغواه … حلو كدة؟ وكأن ربنا بيدينا المثالين دول عشان نعرف نتصرف ازاي في حياتنا لما نغلط ومنكررش خطأ إبليس…
وبعد السورة ما اتكلمت عن شخصين، الكلام هبيدا بالحديث عن أمة بحالها وهي بني إسرائيل ويبدأ يسرد في نعم الله عليهم وكم المخالفات اللي ارتكبوها مع وجود العلم عندهم وبالتالي استحقوا غضب ربنا عليهم…
وبعد الكلام المفصل عنهم، يتحول الكلام لنبي آخر وهو ابراهيم عليه السلام أو أبو الأنبياء اللي ربنا قال عليه في سورة النجم (وإبراهيم الذي وفّي) وقال عليه هنا (وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (124)
فالعبرة هنا في (أتمهن) دي… يعني نجح في كل اختباراته… و بعدين الكلام يتنقل إلى أمة الإسلام بكامل تشريعاتها من برو قصاص وصيام وقتال وحج وعمرة واليتامى والوصية والطلاق والصلاة والإنفاق في سبيل الله والربا والدين لكي يتعلموا من أبيهم إبراهيم اللي اجتاز كل الابتلاءات بنجاح ساحق
يبقى بدأنا بنبي وبعدين أمة وبعدين نبي وبعدين أمة عشان الأمة الخاتمة تتعلم ازاي سيدنا آدم أخطأ وصحح غلطه بالتوبة وللبعد عن مثال إبليس اللي استكبر ورفض الحق ذي ما أمة بني إسرائيل عملت!
وفي النهاية شوية ملاحظات ظريفة عن ازاي ربنا بيستخدم ألفاظ مشابهة عبر الأجزاء المختلفة:
*ربنا قال لسيدنا آدم عليه السلام و ستنا حواء (وَقُلْنَا يَٰٓـَٔادَمُ ٱسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ) و قال لبني إسرائيل (وَإِذْ قُلْنَا ٱدْخُلُوا۟ هَٰذِهِ ٱلْقَرْيَةَ فَكُلُوا۟ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًۭا وَٱدْخُلُوا۟ ٱلْبَابَ سُجَّدًۭا وَقُولُوا۟ حِطَّةٌۭ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَٰيَٰكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ)
* ربنا قال لسيدنا آدم عليه السلام و ستنا حواء (قُلْنَا ٱهْبِطُوا۟ مِنْهَا جَمِيعًۭا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّى هُدًۭى فَمَن تَبِعَ هُدَاىَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) و قال لبني إسرائيل (وَإِذْ قُلْتُمْ يَٰمُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍۢ وَٰحِدٍۢ فَٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلْأَرْضُ مِنۢ بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ ٱلَّذِى هُوَ أَدْنَىٰ بِٱلَّذِى هُوَ خَيْرٌ ۚ ٱهْبِطُوا۟ مِصْرًۭا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلْمَسْكَنَةُ وَبَآءُو بِغَضَبٍۢ مِّنَ ٱللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا۟ يَكْفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلنَّبِيِّۦنَ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا۟ وَّكَانُوا۟ يَعْتَدُونَ)
* ربنا قال لسيدنا آدم (فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٍۢ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ) وقال لسيدنا إبراهيم (وَإِذِ ٱبْتَلَىٰٓ إِبْرَٰهِۦمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٍۢ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًۭا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى ٱلظَّٰلِمِينَ)
* ربنا قال لسيدنا آدم (فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٍۢ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ) و قال لبني إسرائيل على لسان سيدنا موسى عليه السلام (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِۦ يَٰقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلْعِجْلَ فَتُوبُوٓا۟ إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَٱقْتُلُوٓا۟ أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌۭ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ) و سيدنا إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهما السلام قالوا و هما بيبنوا الكعبة (رَبَّنَا وَٱجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةًۭ مُّسْلِمَةًۭ لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ ۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ) و ربنا كمان قال عن نفسه (إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُوا۟ وَأَصْلَحُوا۟ وَبَيَّنُوا۟ فَأُو۟لَٰٓئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ)
والأمثلة في القرآن عن كيفية استخدام الألفاظ سواء في السورة الواحدة أو من خلال القرآن كله حاجة تحير العقل!!!