خواطر رمضانية ٢٢

تذييل الآيات!

المقصود هنا هو الآية بتتختم بإيه… في كثير من الأحيان ربنا يختم الآية بذكر اسمين من أسمائه الحسني (عزيز حكيم، سميع عليم،…)، وطبعاً الأسماء دي بيكون ليها إرتباط جامد بالسياق إلي حواليها،  وعشان كدة مهم أوي لما الواحد يحاول يتدبر القرآن إنه يحاول يدور على الوصلة اللي بين الأسماء وبين الآيات اللي قبليها و بعديها.

تعالوا نشوف كام مثال:

1- في سورة البقرة ربنا بيقول (هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ لَكُم مَّا فِى ٱلْأَرْضِ جَمِيعًۭا ثُمَّ ٱسْتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَسَوَّىٰهُنَّ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍۢ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌۭ)، يبقى ربنا ختم الآية باسمه (عليم)، بصو بقى على الآيات اللي بعدها وشوفوا لو لاحظتم حاجة (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌۭ فِى ٱلْأَرْضِ خَلِيفَةًۭ ۖ قَالُوٓا۟ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّىٓ أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلْأَسْمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى ٱلْمَلَٰٓئِكَةِ فَقَالَ أَنۢبِـُٔونِى بِأَسْمَآءِ هَٰٓؤُلَآءِ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ قَالُوا۟ سُبْحَٰنَكَ لَا عِلْمَ لَنَآ إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَآ ۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ قَالَ يَٰٓـَٔادَمُ أَنۢبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ ۖ فَلَمَّآ أَنۢبَأَهُم بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّىٓ أَعْلَمُ غَيْبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) كم مرة ذكر العلم؟ يلا بينا نشوف (أعلم، تعلمون، علم، علم، علمتنا، العليم، أعلم، أعلم)… يا خبر أبيض 🙂 كل ده والواحد مش واخد باله! ينفع كدة 😬 

2- في سورة هود ربنا اتكلم على قصة سيدنا نوح لما ركب السفينة مع المؤمنين وقالهم (وَقَالَ ٱرْكَبُوا۟ فِيهَا بِسْمِ ٱللَّهِ مَجْر۪ىٰهَا وَمُرْسَىٰهَآ ۚ إِنَّ رَبِّى لَغَفُورٌۭ رَّحِيمٌۭ)، فهو وصف ربه بالغفور الرحيم، وبعدين لما الطوفان قضى على الكافرين وسيدنا نوح كلم ربنا عن ابنه وربنا قال إنه عمل غير صالح، فقام سيدنا نوح قايل (قَالَ رَبِّ إِنِّىٓ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْـَٔلَكَ مَا لَيْسَ لِى بِهِۦ عِلْمٌۭ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِى وَتَرْحَمْنِىٓ أَكُن مِّنَ ٱلْخَٰسِرِينَ)، يبقى بيدعي ربنا بالمغفرة والرحمة! يبقى هو فعلاً عايش بأسماء الله الغفور الرحيم اللي كان لسة  واصف ربنا بيهم 🙂

3- في سورة لقمان ربنا بيقول عن المؤمنين ودخولهم الجنة (خَٰلِدِينَ فِيهَا ۖ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقًّۭا ۚ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ)، يبقى عندنا هنا ( العزيز الحكيم)،  وانا لاحظت في أكثر من مكان في القرآن إن ربنا لما بيذكر إسمه (العزيز) بييجي بعديها ذكر لخلق السموات وكأنها رمز واضح للعزيز الذي لا يغلب ولا يقهر، فمثلاً هنا الآية اللي بعدها ( خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍۢ تَرَوْنَهَا ۖ وَأَلْقَىٰ فِى ٱلْأَرْضِ رَوَٰسِىَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍۢ ۚ وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءًۭ فَأَنۢبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍۢ كَرِيمٍ) ، وبعد ما اتكلم عن خلقه قام قايل (وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا لُقْمَٰنَ ٱلْحِكْمَةَ أَنِ ٱشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِۦ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِىٌّ حَمِيدٌۭ) يبقى ذكر الحكمة اللي هي متماشية مع اسم الحكيم!

4- آخر مثال في سورة الملك، يقول تعالى (ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلْمَوْتَ وَٱلْحَيَوٰةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًۭا ۚ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفُورُ)، يبقى ذكر هنا (العزيز الغفور)، وهتلاقي الآية اللي بعدها بتتكلم عن السموات متماشية مع اسم العزيز فقال تعالى (ٱلَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍۢ طِبَاقًۭا ۖ مَّا تَرَىٰ فِى خَلْقِ ٱلرَّحْمَٰنِ مِن تَفَٰوُتٍۢ ۖ فَٱرْجِعِ ٱلْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍۢ) ، وبعدها بكذا آية يتكلم ربنا عن المغفرة فيقول تعالى (  إِنَّ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِٱلْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌۭ وَأَجْرٌۭ كَبِيرٌۭ) وبكدة تكون متماشية مع اسم الغفور.

طبعاً الأمثلة في القرآن لا تعد ولا تحصى 😊يا ريت أي حد عنده أمثلة تانية، يشاركنا بيها 😉

© 2025 · تامر الجندي · بدعم من سوفتوركس