خواطر رمضانية ٩
غالباً ده من أحب الخواطر اللي أنا فعلاً مبسوط اني اكتبها، لاني لما سمعتها من نعمان علي خان بجد مكنتش مصدق الحلاوة دي
ايه الحكاية بقى؟
سورة غافر (أو اللي معروفة أيضاً بسورة المؤمن) فيها كلام كتير عن قصة سيدنا موسى و بالأخص عن مؤمن آل فرعون اللي وقف أمام فرعون و انصاره و مخفش من بطش فرعون، المهم إنه في وسط خطبته القوية يقوم جاي قايل (وَلَقَدْ جَآءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِٱلْبَيِّنَٰتِ فَمَا زِلْتُمْ فِى شَكٍّۢ مِّمَّا جَآءَكُم بِهِۦ ۖ حَتَّىٰٓ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ ٱللَّهُ مِنۢ بَعْدِهِۦ رَسُولًۭا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌۭ مُّرْتَابٌ) … طب هي إيه علاقة سيدنا موسى بسيدنا يوسف؟! و هنا بقى مربط الفرس
تعالوا مع بعض كدة نشوف أوجه الشبه بين القصتين :
- ربنا قال عن سيدنا يوسف أحسن القصص (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هَٰذَا ٱلْقُرْءَانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِۦ لَمِنَ ٱلْغَٰفِلِينَ) و سورة القصص تقريباً كل كلامها عن سيدنا موسى
- سورة يوسف فيها تركيز كبير على دور الأب و قصة سيدنا موسى فيها تركيز على دور الأم
- أخوات سيدنا يوسف الذكور تآمروا على قتله و أخت سيدنا موسى هي اللي انقذته
- سيدنا يوسف كان دخوله مصر سبب في تمكينه و سيدنا موسى كان خروجه من مصر سبب نصره
- سيدنا يوسف لم يرتكب الزنا و اتسجن و سيدنا موسى قتل واحد خطأ و متسجنش
- ربنا قال عن سيدنا يوسف (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُۥٓ ءَاتَيْنَٰهُ حُكْمًۭا وَعِلْمًۭا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ) و عن سيدنا موسى (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُۥ وَٱسْتَوَىٰٓ ءَاتَيْنَٰهُ حُكْمًۭا وَعِلْمًۭا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ)
- سيدنا يوسف ساعد رجلين في السجن بتأويل أحلامهم و سيدنا موسى ساعد امرأتين في سقي الماء لهم
- إخوة سيدنا يوسف قالوا عن أبيهم إنه شيخ كبير (قَالُوا۟ يَٰٓأَيُّهَا ٱلْعَزِيزُ إِنَّ لَهُۥٓ أَبًۭا شَيْخًۭا كَبِيرًۭا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُۥٓ ۖ إِنَّا نَرَىٰكَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ) والمرأتين وصفوا أباهم برضه بالشيخ الكبير (وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةًۭ مِّنَ ٱلنَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ ٱمْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِى حَتَّىٰ يُصْدِرَ ٱلرِّعَآءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌۭ كَبِيرٌۭ)
- سيدنا يوسف بتبدأ قصة تمكينه برؤية شافها و سيدنا موسى بتبدأ قصة تمكينه برؤية شافها فرعون إن ولد من بني إسرائيل هيكون السبب في زوال ملكه
- سيدنا يعقوب ذكر الخوف و الحزن (قَالَ إِنِّى لَيَحْزُنُنِىٓ أَن تَذْهَبُوا۟ بِهِۦ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ ٱلذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَٰفِلُونَ) و ربنا أوحى لأم سيدنا موسى (وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰٓ أُمِّ مُوسَىٰٓ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى ٱلْيَمِّ وَلَا تَخَافِى وَلَا تَحْزَنِىٓ ۖ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ)
- العزيز قال لمراته عن سيدنا يوسف (وَقَالَ ٱلَّذِى ٱشْتَرَىٰهُ مِن مِّصْرَ لِٱمْرَأَتِهِۦٓ أَكْرِمِى مَثْوَىٰهُ عَسَىٰٓ أَن يَنفَعَنَآ أَوْ نَتَّخِذَهُۥ وَلَدًۭا ۚ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِى ٱلْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُۥ مِن تَأْوِيلِ ٱلْأَحَادِيثِ ۚ وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰٓ أَمْرِهِۦ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) و أمرأة فرعون لما شافت سيدنا موسى قالت لجوزها (وَقَالَتِ ٱمْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍۢ لِّى وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰٓ أَن يَنفَعَنَآ أَوْ نَتَّخِذَهُۥ وَلَدًۭا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)
- سورة يوسف هي رقم 12 و سورة القصص رقم 28, و لو جمعنا الرقمين هيدينا 40 اللي هو رقم سورة غافر اللي بدأنا بالكلام عنها
طبعاً دول بعض أوجه الشبه و مش كلهم، بس الإعجاز مش بس في القرآن و تداخل السور مع بعضها و لكن الإعجاز الثاني في كون ده أحداث حقيقية حصلت بالتشابه الرهيب دة رغم بعدها بآلاف السنين!